الدوحة في 16 مايو /قنا/ تشارك دولة قطر، بوفد يترأسه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في أعمال الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي تنطلق اليوم في مملكة البحرين الشقيقة، في ظل أوضاع غير عادية على الساحة العربية تتطلب اتخاذ مواقف عربية عاجلة لمواجهة مختلف المخاطر والتحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية، خاصة على صعيد القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، كما تتطلب رص الصفوف وتوحيد المواقف والرؤى والطاقات وتسخير كل إمكانيات الدول العربية، لخدمة قضاياها المصيرية العادلة وطموحات وتطلعات شعوبها في السلام والأمن والاستقرار، والرقي والتقدم والازدهار.
وتأتي مشاركة سمو الأمير المفدى في القمة العربية تجسيدا لإيمان دولة قطر وثقتها بقدرة الأمة العربية على توحيد طاقاتها وإمكاناتها وقدراتها وتسخيرها لخدمة دولها وشعوبها وقضاياها وحقوقها وتطلعاتها المشروعة في السلام والتنمية والاستقرار، كما تأتي مشاركة سموه "حفظه الله" في قمة المنامة تأكيدا على وقوف دولة قطر بكل طاقاتها إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في محنتهم الحالية، خاصة في قطاع غزة المحاصر، ومساندتها لحقوقهم المشروعة في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة.
هذا وقد شهدت مسيرة القمم العربية منذ تأسيس الجامعة العربية في مارس عام 1945م، انعقاد 44 قمة منها 32 عادية، آخرها كان في جدة العام الماضي، و12 قمة عربية استثنائية (غير عادية)، كان آخرها قمة مكة المكرمة 2019، و4 قمم عربية تنموية: اقتصادية واجتماعية، إضافة إلى عدد من القمم العربية مع تجمعات وتكتلات إقليمية، واستضافت العاصمة القطرية الدوحة ثلاث قمم عربية، منها قمة طارئة في يناير 2009، وقمة عادية في مارس من العام نفسه، وقمة عادية في مارس 2013.
وقد شكلت القضية الفلسطينية، ملفا محوريا وحجر زاوية ثابتا في مختلف اجتماعات القمم العربية، العادية والاستثنائية، وحتى الإقليمية منها، إذ لم تخل مقررات القمم العربية، من قرارات تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية، كقضية للعرب جميعا، من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة والثابتة غير قابلة للتصرف.
وعقد أول اجتماع قمة عربي في قصر أنشاص بالإسكندرية في مصر، في مايو عام 1946 أي بعد عام من تأسيس الجامعة العربية وشاركت فيه سبع دول فقط هي الدول المؤسسة للجامعة العربية، وقد خصص لمناصرة القضية الفلسطينية، وخرج في مجمل قراراته بالتأكيد على عروبة فلسطين، وأن مصيرها مرتبط بحال دول الجامعة العربية كافة، وأن ما يصيب أهلها يصيب شعوب الأمة العربية جميعا، وكان ذلك قبل الإعلان رسميا عن قيام ما يسمى بـ"دولة إسرائيل" عام 1948.
وفي نوفمبر عام 1956م، أي بعد عقد من الزمان، عقدت "قمة بيروت" في لبنان، لدعم مصر ضد العدوان الثلاثي، ودعت القمة إلى الوقوف إلى جانبها ضد هذا العدوان، والتأكيد على سيادتها لقناة السويس وفق معاهدة عام 1888م، والمبادئ الستة التي أقرها مجلس الأمن الدولي في 13 / 10 / 1956م.
وشهدت قمة القاهرة في عام 1964م، تحولا تاريخيا في مسيرة العمل العربي المشترك إذ اكتسبت القمم العربية الصفة الرسمية وتقرر عقدها بشكل دوري، وشددت القمة في مضامين قراراتها على وجوب تنقية الأجواء العربية من الخلافات، ودعم التضامن العربي وترسيخه، وعدت قيام إسرائيل خطرا يهدد الأمة العربية، إضافة إلى الدعوة إلى إنشاء قيادة موحدة لجيوش الدول العربية.
وفي شهر سبتمبر من العام نفسه، عقد مؤتمر القمة العربي العادي الثاني في مدينة الإسكندرية، الذي دعا إلى تعزيز القدرات الدفاعية العربية، مرحبا بقيام منظمة التحرير الفلسطينية واعتمادها ممثلا للشعب الفلسطيني.
وسيرا على النهج الذي اختطه القادة العرب بعقد القمة بشكل سنوي، استضافت مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية في سبتمبر عام 1965م، القمة العربية العادية الثالثة، وتوجت أعمالها بالموافقة على ميثاق التضامن العربي والالتزام به ودعم قضية فلسطين في جميع المحافل الدولية وتأييد نزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية وحل الخلافات الدولية بالطرق السلمية.
ومثلت القمة العربية الرابعة التي انعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم عام 1967، إحدى أبرز القمم العربية التي عرفت تاريخيا بـ"قمة اللاءات الثلاث"، وذلك بعد حرب يونيو 1967، واحتلال القوات الإسرائيلية للضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وشبه جزيرة سيناء المصرية.
وعقد مؤتمر القمة العربي العادي الخامس في العاصمة المغربية الرباط في ديسمبر 1969م، وتم التركيز خلاله على جريمة قيام أحد المتطرفين بحرق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969.
وظلت القضية الفلسطينية الهاجس الأكبر للقادة العرب ومحور أعمال القمة العربية العادية السادسة بالجزائر في نوفمبر 1973م، والقمة العربية العادية السابعة التي عقدت في الرباط في أكتوبر 1974م، التي اعتمدت منظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.
وفي أكتوبر 1976م، عقدت القمة العربية العادية الثامنة في القاهرة، وجرى خلالها دعوة الدول العربية كل حسب إمكاناتها إلى الإسهام في إعادة تعمير لبنان والالتزام بدعم التضامن العربي.
ولكون القضية الفلسطينية "قضية العرب الأولى" أكد قادة الدول العربية في القمة العربية العادية التاسعة في العاصمة العراقية بغداد عام 1978، دعمهم لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأقروا عدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي لتعارضها مع قرارات مؤتمرات القمة العربية.
واحتضنت تونس في نوفمبر 1979م القمة العربية العادية العاشرة حيث جدد القادة العرب تأكيدهم على الالتزام الكامل بدعم القضية الفلسطينية، وفي نوفمبر 1980م عقد بالعاصمة الأردنية عمان مؤتمر القمة العربية العادية الحادية عشرة، وصادقت القمة على برنامج العمل العربي المشترك لمواجهة الكيان الصهيوني، كما صادقت على ميثاق العمل الاقتصادي القومي.
وعقدت القمة العربية العادية الثانية عشرة في مدينة فاس المغربية على مرحلتين، الأولى في نوفمبر 1981م، والثانية عام 1982م، وخرجت هذه القمة بإدانة عربية للعدوان الإسرائيلي على شعب لبنان وأرضه وقررت دعم لبنان في كل ما يؤول إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن القاضية بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية المعترف بها.
وبعد عدد من القمم العربية الطارئة، ومع حلول الألفية الجديدة، عادت مؤتمرات القمم العربية إلى الانتظام بشكل دوري وسنوي، حيث عقدت القمة العربية العادية الثالثة عشرة في العاصمة الأردنية عمان في مارس 2001م، مؤكدة تضامنها التام مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة، ودعت القمة إلى تعزيز التضامن العربي وتفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك.
وكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - للسلام في الشرق الأوسط، محور أعمال القمة العربية العادية الرابعة عشرة في العاصمة اللبنانية بيروت في مارس 2002م، إذ تبنت القمة هذه المبادرة وأصبحت مبادرة عربية للسلام.
وفي مارس 2003م عقد مؤتمر القمة العربية العادية الخامسة عشرة في شرم الشيخ بمصر، وأكدت القمة الرفض المطلق لضرب العراق أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية ودعم صمود الشعب الفلسطيني. وفي مايو 2004م انعقد مؤتمر القمة العربية العادية السادسة عشرة بتونس، وأدانت القمة العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على الشعب الفلسطيني وسلطته، وأكدت دعم لبنان في مواجهة إسرائيل لاستكمال تحرير كامل أراضيه بما فيها مزارع شبعا.
وفي القمة العربية العادية السابعة عشرة في الجزائر في مارس 2005م كان موضوع الصراع الفلسطيني لإسرائيلي، الأبرز على جدول أعمال القمة، وجدد القادة العرب الالتزام بمبادرة السلام العربية بوصفها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم، وأدانوا استمرار إسرائيل في بناء الجدار الفاصل بالضفة الغربية، وأكدوا الأهمية الفائقة لقرار محكمة العدل الدولية الصادر بهذا الشأن.
وعقد مؤتمر القمة العربية العادية الثامنة عشرة في الخرطوم في مارس 2006م والتي جددت التأكيد على مركزية قضية فلسطين وتمسك القادة العرب بالمبادرة العربية للسلام.
واستضافت العاصمة السعودية الرياض في مارس 2007م، أعمال القمة العربية العادية التاسعة عشرة، وجدد القادة العرب في "إعلان الرياض" الصادر في ختام القمة التأكيد على خيار السلام العادل والشامل بوصفه خيارا إستراتيجيا للأمة العربية وعلى المبادرة العربية للسلام التي ترسم النهج الصحيح للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العربي - الإسرائيلي استنادا إلى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وفي مارس 2008م عقدت القمة العربية العادية العشرون في دمشق، حيث أكد القادة العرب في البيان الختامي للقمة عزمهم على الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الأمن القومي العربي ويكفل احترام سلامة كل دولة عربية وسيادتها وحقها في الدفاع عن نفسها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وفى مواجهة التحديات التي تحدق بالأمة العربية حاليا، قرر القادة العمل في العديد من القضايا وفي مقدمتها مواصلة تقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية.
وشهد مؤتمر القمة العربية العادية الحادية والعشرين التي عقدت في الدوحة في مارس 2009م التأكيد على الالتزام بالتضامن العربي والتمسك بالقيم والتقاليد العربية النبيلة وصون سلامة الدول العربية كافة واحترام سيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني ومواردها وقدراتها ومراعاة نظمها السياسية وفقا لدساتيرها وقوانينها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وشددت القمة على تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف والبناء والعمل على تعزيز العلاقات العربية وتمتين عراها ووشائجها والحفاظ على المصالح القومية العليا للأمة العربية.
أما القمة العربية العادية الثانية والعشرون فعقدت في مدينة سرت الليبية في مارس 2010م، ونص إعلانها على تمسك الدول العربية بالتضامن العربي ممارسة ونهجا والسعي لإنهاء أية خلافات عربية، وتكريس لغة الحوار بين الدول العربية لإزالة أسباب الخلاف والفرقة ولمواجهة التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية، مؤكدة أن السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
ولكون القضية الفلسطينية "قضية العرب الأولى" أكد قادة الدول العربية في القمة العربية العادية التاسعة في العاصمة العراقية بغداد عام 1978، دعمهم لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأقروا عدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي لتعارضها مع قرارات مؤتمرات القمة العربية.
واحتضنت تونس في نوفمبر 1979م القمة العربية العادية العاشرة حيث جدد القادة العرب تأكيدهم على الالتزام الكامل بدعم القضية الفلسطينية، وفي نوفمبر 1980م عقد بالعاصمة الأردنية عمان مؤتمر القمة العربية العادية الحادية عشرة، وصادقت القمة على برنامج العمل العربي المشترك لمواجهة الكيان الصهيوني، كما صادقت على ميثاق العمل الاقتصادي القومي.
وعقدت القمة العربية العادية الثانية عشرة في مدينة فاس المغربية على مرحلتين، الأولى في نوفمبر 1981م، والثانية عام 1982م، وخرجت هذه القمة بإدانة عربية للعدوان الإسرائيلي على شعب لبنان وأرضه وقررت دعم لبنان في كل ما يؤول إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن القاضية بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية المعترف بها.
وبعد عدد من القمم العربية الطارئة، ومع حلول الألفية الجديدة، عادت مؤتمرات القمم العربية إلى الانتظام بشكل دوري وسنوي، حيث عقدت القمة العربية العادية الثالثة عشرة في العاصمة الأردنية عمان في مارس 2001م، مؤكدة تضامنها التام مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة، ودعت القمة إلى تعزيز التضامن العربي وتفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك.
وكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - للسلام في الشرق الأوسط، محور أعمال القمة العربية العادية الرابعة عشرة في العاصمة اللبنانية بيروت في مارس 2002م، إذ تبنت القمة هذه المبادرة وأصبحت مبادرة عربية للسلام.
وفي مارس 2003م عقد مؤتمر القمة العربية العادية الخامسة عشرة في شرم الشيخ بمصر، وأكدت القمة الرفض المطلق لضرب العراق أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية ودعم صمود الشعب الفلسطيني. وفي مايو 2004م انعقد مؤتمر القمة العربية العادية السادسة عشرة بتونس، وأدانت القمة العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على الشعب الفلسطيني وسلطته، وأكدت دعم لبنان في مواجهة إسرائيل لاستكمال تحرير كامل أراضيه بما فيها مزارع شبعا.
وفي القمة العربية العادية السابعة عشرة في الجزائر في مارس 2005م كان موضوع الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي، الأبرز على جدول أعمال القمة، وجدد القادة العرب الالتزام بمبادرة السلام العربية بوصفها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم، وأدانوا استمرار إسرائيل في بناء الجدار الفاصل بالضفة الغربية، وأكدوا الأهمية الفائقة لقرار محكمة العدل الدولية الصادر بهذا الشأن.
وعقد مؤتمر القمة العربية العادية الثامنة عشرة في الخرطوم في مارس 2006م والتي جددت التأكيد على مركزية قضية فلسطين وتمسك القادة العرب بالمبادرة العربية للسلام.
واستضافت العاصمة السعودية الرياض في مارس 2007م، أعمال القمة العربية العادية التاسعة عشرة، وجدد القادة العرب في "إعلان الرياض" الصادر في ختام القمة التأكيد على خيار السلام العادل والشامل بوصفه خيارا إستراتيجيا للأمة العربية وعلى المبادرة العربية للسلام التي ترسم النهج الصحيح للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العربي - الإسرائيلي استنادا إلى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وفي مارس 2008م عقدت القمة العربية العادية العشرون في دمشق، حيث أكد القادة العرب في البيان الختامي للقمة عزمهم على الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الأمن القومي العربي ويكفل احترام سلامة كل دولة عربية وسيادتها وحقها في الدفاع عن نفسها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وفى مواجهة التحديات التي تحدق بالأمة العربية حاليا، قرر القادة العمل في العديد من القضايا وفي مقدمتها مواصلة تقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية.
وشهد مؤتمر القمة العربية العادية الحادية والعشرين التي عقدت في الدوحة في مارس 2009م التأكيد على الالتزام بالتضامن العربي والتمسك بالقيم والتقاليد العربية النبيلة وصون سلامة الدول العربية كافة واحترام سيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني ومواردها وقدراتها ومراعاة نظمها السياسية وفقا لدساتيرها وقوانينها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وشددت القمة على تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف والبناء والعمل على تعزيز العلاقات العربية وتمتين عراها ووشائجها والحفاظ على المصالح القومية العليا للأمة العربية.
أما القمة العربية العادية الثانية والعشرون فعقدت في مدينة سرت الليبية في مارس 2010م، ونص إعلانها على تمسك الدول العربية بالتضامن العربي ممارسة ونهجا والسعي لإنهاء أية خلافات عربية، وتكريس لغة الحوار بين الدول العربية لإزالة أسباب الخلاف والفرقة ولمواجهة التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية، مؤكدة أن السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
ودعا القادة العرب خلال قمتهم الثالثة والعشرين في مارس 2012 في العاصمة العراقية بغداد إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، مطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا كوفي انان.
وفي مارس 2013م عقدت أعمال القمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين في الدوحة، حيث أكد قادة الدول العربية مجددا على ما ورد في ميثاق جامعة الدول العربية والمعاهدات والاتفاقيات المكملة لها من إثبات الصلة الوثيقة والروابط العديدة التي تربط بين البلاد العربية جمعاء، والحرص على توطيد هذه الروابط وتدعيمها وتوجيهها إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها والاستجابة للرأي العام العربي في جميع الأقطار العربية.
وعقدت القمة العربية الخامسة والعشرون في الكويت في مارس 2014 وتوجت بإصدار "إعلان الكويت" الذي جدد تعهد قادة الدول العربية بإيجاد الحلول اللازمة للأوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي برؤية عميقة وبصيرة منفتحة، وأعرب القادة عن رفضهم المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية واستمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير وضعها الديمغرافي والجغرافي، عادين الإجراءات الإسرائيلية باطلة ولاغية بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد إعلان شرم الشيخ الذي صدر في ختام القمة العربية السادسة والعشرين في مارس 2015 م، على التضامن العربي قولا وعملا في التعامل مع التطورات الراهنة التي تمر بها المنطقة وعلى الضرورة القصوى لصياغة مواقف عربية مشتركة في مواجهة التحديات كافة.
واختتمت القمة العربية السابعة والعشرون في موريتانيا في يوليو 2016م بإصدار إعلان نواكشوط الذي أكد مركزية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك، والمضي قدما في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الممنهج، وجاءت أعمال القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين، في مارس 2017 م في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدة الاستمرار في العمل على إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي، وتسير وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين.
أما القمة العربية التاسعة والعشرون فعقدت في مدينة الظهران بالسعودية في أبريل عام 2018، وأكد بيانها الختامي على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة الأخطار التي تواجه الدول العربية وتهدد أمنها واستقرارها. كما أعلن القادة العرب رفضهم كل الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تغير الحقائق وتقوض حل الدولتين، وبطلان وعدم شرعية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مطالبين دول العالم بألا تنقل سفاراتها إلى القدس، أو تعترف بها عاصمة لإسرائيل.
وجرى عقد القمة العربية في دورتها الثلاثين في 31 مارس 2019، بتونس العاصمة، وأكد القادة العرب خلالها أن ما يجمع البلدان والشعوب العربية أكبر بكثير مما يفرقها بفضل قوة الروابط الحضارية العريقة والتاريخ والمصير المشترك وعرى الأخوة ووحدة الثقافة والمصالح المشتركة.
واستضافت الجزائر القمة العربية العادية الحادية والثلاثين في نوفمبر 2022م، وتصدرت القضية الفلسطينية جدول أعمال القمة التي كررت الـتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية جمعاء، إضافة إلى تمسك العرب بالسلام كخيار إستراتيجي، وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002م بكافة عناصرها.
وفي العام الماضي 2023 عقدت بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية القمة العربية الثانية والثلاثون وأكد فيها قادة الدول العربية على محورية القضية الفلسطينية، معربين عن إدانتهم الشديدة للممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين، وتقوض جهود إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وشدد القادة العرب، على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، والتكاتف والتعاون، وحماية سيادة الدول وتماسك مؤسساتها، وتحقيق المزيد من الارتقاء بالعمل العربي لمواكبة تحديات العصر الجديد، بما يخدم الأهداف والتطلعات نحو مستقبل أفضل للشعوب والأجيال العربية القادمة.
وتتوالى القمم العربية وقراراتها وبياناتها، مؤكدة تمسك الأمة العربية دولا وشعوبا بخيار السلام المستند للشرعية الدولية، وأن الحل العادل للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب الأولى، سيبقى مفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.